الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٢
فوائد منثورة 5264 في المناسبات في تذكرة الشيخ تاج الدين السبكي ومن خطه نقلت سأل الأمام ما الحكمة في افتتاح سورة الإسراء بالتسبيح والكهف بالتحميد وأجاب بأن التسبيح حيث جاء مقدم على التحميد نحو * (فسبح بحمد ربك) * (سبحان الله والحمد لله) وأجاب ابن الزملكاني بأن سورة (سبحان) لما اشتملت على الإسراء الذي كذب المشركون به النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيبه تكذيب لله سبحانه وتعالى أتى (بسبحان) لتنزيه الله تعالى عما نسب إلى نبيه من الكذب وسورة الكهف لما أنزلت بعد سؤال المشركين عن قصة أصحاب الكهف وتأخر الوحي نزلت مبينة أن الله لم يقطع نعمته عن نبيه ولا عن المؤمنين بل أتم عليهم النعمة بإنزال الكتاب فناسب افتتاحها بالحمد على هذه النعمة 5265 في تفسير الخويي ابتدئت الفاتحة بقوله * (الحمد لله رب العالمين) * فوصف بأنه مالك جميع المخلوقين وفي الأنعام والكهف وسبأ وفاطر لم يوصف بذلك بل بفرد من أفراد صفاته وهو خلق السماوات والأرض والظلمات والنور في الأنعام وإنزال الكتاب في الكهف وملك ما في السماوات وما في الأرض في سبأ وخلقهما في فاطر لأن الفاتحة أم القرآن ومطلعه فناسب الإتيان فيها بأبلغ الصفات وأعمها وأشملها 5266 في العجائب للكرماني إن قيل كيف جاء (يسألونك) أربع مرات بغير واو * (يسألونك عن الأهلة) * * (يسألونك ماذا ينفقون) * * (يسألونك عن الشهر الحرام) * * (يسألونك عن الخمر) * ثم جاء ثلاث مرات بالواو * (ويسألونك ماذا ينفقون) * * (ويسألونك عن اليتامى) * * (ويسألونك عن المحيض) * قلنا لأن سؤالهم عن الحوادث الأول وقع متفرقا وعن الحوادث الأخر وقع في وقت واحد فجئ بحرف الجمع دلالة على ذلك فإن قيل كيف جاء * (ويسألونك عن الجبال فقل) * وعادة القرآن مجئ (قل)
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»