الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٩
5259 وقال أبو جعفر بن الزبير حكى الخطابي أن الصحابة لما اجتمعوا على القرآن وضعوا سورة القدر عقب العلق استدلوا بذلك على أن المراد بهاء الكناية في قوله * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) * الإشارة إلى قوله (اقرأ) قال القاضي أبو بكر ابن العربي وهذا بديع جدا 2 - فصل 5260 قال في البرهان ومن ذلك افتتاح السور بالحروف المقطعة واختصاص كل واحدة بما بدئت به حتى لم يكن لترد (ألم) في موضع (الر) ولا (حم) في موضع (طس) قال وذلك أن كل سورة بدئت بحرف منها فإن أكثر كلماتها وحروفها مماثل له فحق لكل سورة منها ألا يناسبها غير الواردة فيها فلو وضع (ق) موضع (ن) لعدم التناسب الواجب مراعاته في كلام الله وسورة (ق) بدئت به لما تكرر فيها من الكلمات بلفظ القاف من ذكر القرآن والخلق وتكرير القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين وقول العتيد والرقيب والسائق والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعد وذكر المتقين والقلب والقرون والتنقيب في البلاد وتشقق الأرض وحقوق الوعيد وغير ذلك وقد تكرر في سورة يونس من الكلم الواقع فيها (الراء) مائتا كلمة أو أكثر فلهذا افتتحت ب (الر) واشتملت سورة (ص) على خصومات متعددة فأولها خصومة النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار وقولهم * (أجعل الآلهة إلها واحدا) * ثم اختصام الخصمين عند داود ثم تخاصم أهل النار ثم اختصام الملأ الأعلى ثم تخاصم إبليس في شأن آدم ثم في شأن بنيه وإغوائهم و (ألم) جمعت المخارج الثلاثة الحلق واللسان والشفتين على ترتيبها وذلك إشارة إلى البداية التي هي بدء الخلق والنهاية التي هي بدء الميعاد والوسط الذي هو المعاش من التشريع بالأوامر والنواهي وكل سورة افتتحت بها فهي مشتملة على الأمور الثلاثة وسورة الأعراف زيد فيها الصاد على (ألم) لما فيها من شرح القصص قصة
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»