الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٧
والعدل بين العباد أكد ذلك بقوله * (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) * 5255 وقال غيره إذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما ختم به السورة قبلها ثم هو يخفي تارة ويظهر أخرى كافتتاح سورة الأنعام بالحمد فإنه مناسب لختام المائدة من فصل القضاء كما قال تعالى * (وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) * وكافتتاح سورة فاطر بالحمد لله فإنه مناسب لختام ما قبلها من قوله * (وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل) * كما قال تعالى * (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) * وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح فإنه مناسب لختام سورة الواقعة بالأمر به وكافتتاح سورة البقرة بقوله * (ألم ذلك الكتاب) * فإنه إشارة إلى الصراط في قوله * (اهدنا الصراط المستقيم) * كأنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط قيل لهم ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب وهذا معنى حسن يظهر فيه ارتباط سورة البقرة بالفاتحة 5256 ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتي قبلها لأن السابقة وصف الله فيها المنافق بأربعة أمور البخل وترك الصلاة والرياء فيها ومنع الزكاة فذكر فيها في مقابلة البخل * (إنا أعطيناك الكوثر) * أي الخير الكثير وفي مقابلة ترك الصلاة * (فصل) * أي دم عليها وفي مقابلة الرياء * (لربك) * أي لرضاه لا للناس وفي مقابلة منع الماعون * (وانحر) * وأراد به التصدق بلحم الأضاحي 5257 وقال بعضهم لترتيب وضع السور في المصحف أسباب تطلع على أنه توقيفي صادر عن حكيم أحدها بحسب الحروف كما في الحواميم الثاني لموافقة أول السورة لآخر ما قبلها كآخر الحمد في المعنى وأول البقرة الثالث للتوازن في اللفظ كآخر (تبت) وأول الإخلاص) الرابع لمشابهة جملة السورة لجملة الأخرى كالضحى وألم نشرح
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»