الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٧
أبلغ في كثرة الماء فناسب سياق ذكر النعم التعبير به 5273 قوله تعالى * (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) * وفي آل عمران * (معدودات) * قال ابن جماعة لأن قائل ذلك فرقتان من اليهود إحداهما قالت إنما نعذب بالنار سبعة أيام عدد أيام الدنيا والأخرى قالت إنما نعذب أربعين عدة أيام عبادة آبائهم العجل فآية البقرة تحتمل قصد الفرقة الثانية حيث عبر بجمع الكثرة وآل عمران بالفرقة الأولى حيث أتى بجمع القلة 5274 وقال أبو عبد الله الرازي إنه من باب التفنن قوله تعالى * (إن هدى الله هو الهدى) * وفي آل عمران * (إن الهدى هدى الله) * لأن الهدى في البقرة المراد به تحويل القبلة وفي آل عمران المراد به الدين لتقدم قوله * (لمن تبع دينكم) * ومعناه إن دين الله الإسلام 5275 قوله تعالى * (رب اجعل هذا بلدا آمنا) * وفي إبراهيم * (هذا البلد آمنا) * لأن الأول دعا به قبل مصيره بلدا عند ترك هاجر وإسماعيل به وهو واد فدعا بأن يصير بلدا والثاني دعا به بعد عوده وسكنى جرهم به ومصيره بلدا فدعا بأمنه 5276 قوله تعالى * (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) * وفي آل عمران * (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) * لأن الأولى خطاب للمسلمين والثانية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم و (إلى) ينتهى بها من كل جهة و (على) لا ينتهى بها إلا من جهة واحدة وهي العلو والقرآن يأتي المسلمين من كل جهة يأتي مبلغه إياهم منها وإنما أتى النبي صلى الله عليه وسلم (من جهة العلو خاصة فناسب قوله (علينا) ولهذا أكثر ما جاء في جهة النبي صلى الله عليه وسلم) ب (على) وأكثر ما جاء في جهة الأمة ب (إلى) 5277 قوله تعالى * (تلك حدود الله فلا تقربوها) * وقال بعد ذلك * (فلا تعتدوها) * لأن الأولى وردت بعد نواه فناسب النهى عن قربانها والثانية بعد أوامر فناسب النهى عن تعديها وتجاوزها بأن يوقف عندها
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 1 311 312 313 ... » »»