الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٦
تنفعها شفاعة شافع منها وقدم العدل لأن الحاجة إلى الشفاعة إنما تكون عند رده ولذلك قال في الأولى * (ولا يقبل منها شفاعة) * وفي الثانية * (ولا تنفعها شفاعة) * لأن الشفاعة إنما تقبل من الشافع وإنما تنفع المشفوع له 5271 قوله تعالى * (وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون) * وفي إبراهيم * (ويذبحون) * بالواو لأن الأولى من كلامه تعالى لهم فلم يعدد عليهم المحن تكرما في الخطاب والثانية من كلام موسى فعددها وفي الأعراف * (يقتلون) * وهو من تنويع الألفاظ المسمى بالتفنن 5272 قوله تعالى * (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية) * الآية وفي آية الأعراف اختلاف ألفاظ ونكتته أن آية البقرة في معرض ذكر النعم عليهم حيث قال * (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي) * إلى آخره فناسب نسبة القول إليه تعالى وناسب قوله (رغدا) لأن المنعم به أتم وناسب تقديم * (وادخلوا الباب سجدا) * وناسب (خطاياكم) لأنه جمع كثرة وناسب الواو في (وسنزيد) لدلالتها على الجمع بينهما وناسب الفاء في (فكلوا) لأن الأكل مترتب على الدخول وآية الأعراف افتتحت بما فيه توبيخهم وهو قولهم * (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة) * ثم اتخاذهم العجل فناسب ذلك * (وإذ قيل لهم) * وناسب ترك (رغدا) والسكنى تجامع الأكل فقال * (وكلوا) * وناسب تقديم ذكر مغفرة الخطايا وترك الواو في (سنزيد) ولما كان في الأعراف تبعيض الهادين بقوله * (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق) * ناسب تبعيض الظالمين بقوله * (الذين ظلموا منهم) * ولم يتقدم في البقرة مثله فترك وفي البقرة إشارة إلى سلامة غير الذين ظلموا لتصريحه بالإنزال على المتصفين بالظلم والإرسال أشد وقعا من الإنزال فناسب سياق ذكر النعمة في البقرة ذلك وختم آية البقرة ب (يفسقون) ولا يلزم منه الظلم والظلم يلزم منه الفسق فناسب كل لفظة منها سياقه وكذا في البقرة * (فانفجرت) * وفي الأعراف * (فانبجست) * لأن الانفجار
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 1 311 312 ... » »»