فإن المقام يقتضي التأكيد لأنه مقام إمتنان وتفخيم وكذا * (وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) * 4775 ومنه التفصيل بعد الإجمال نحو * (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) * إلى قوله * (منها أربعة حرم) * وعكسه كقوله * (ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) * أعيد ذكر (العشرة) لرفع توهم أن الواو في (وسبعة) بمعنى (أو) فتكون الثلاثة داخلة فيها كما في قوله * (خلق الأرض في يومين) * ثم قال * (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام) * فإن من جملتها اليومين المذكورين أولا وليست أربعة غيرهما وهذا أحسن الأجوبة في الآية وهو الذي أشار إليه الزمخشري ورجحه ابن عبد السلام وجزم به الزملكاني في (أسرار التنزيل) 4776 قال ونظيره * (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر) * فإنه رافع لاحتمال أن تكون تلك العشرة من غير مواعدة 4777 قال ابن عسكر وفائدة الوعد بثلاثين أولا ثم بعشر ليتجدد له قرب إنفضاء المواعدة ويكون فيه متأهبا مجتمع الرأي حاضر الذهن لأنه لو وعد بالأربعين أولا كانت متساوية فلما فصلت استشعرت النفس قرب التمام وتجدد بذلك عزم لم يتقدم 4778 وقال الكرماني في العجائب في قوله * (تلك عشرة كاملة) * ثمانية أجوبة جوابان من التفسير وجواب من الفقه وجواب من النحو وجواب من اللغة وجواب من المعنى وجوابان من الحساب وقد سقتها في (أسرار التنزيل)) النوع الثاني عشر التفسير 4779 قال أهل البيان وهو أن يكون في الكلام لبس وخفاء فيؤتى بما يزيله ويفسره
(١٩٣)