ذلك بإطناب بل هي ألفاظ كل أريد به غير ما أريد بالآخر قلت إذا قلنا العبرة بعموم اللفظ فكل واحد أريد به ما أريد بالآخر ولكن كرر ليكون نصا فيما يليه وظاهرا في غيره فإن قلت يلزم التأكيد قلت والأمر كذلك ولا يرد عليه أن التأكيد لا يزاد به عن ثلاثة لأن ذاك في التأكيد الذي هو تابع أما ذكر الشيء في مقامات متعددة أكثر من ثلاثة فلا يمتنع انتهى 4713 ويقرب من ذلك ما ذكره ابن جرير في قوله تعالى * (ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا) * إلى قوله * (وكان الله غنيا حميدا) * * (ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا) * قال فإن قيل ما وجه تكرار قوله * (ولله ما في السماوات وما في الأرض) * في آيتين إحداهما في أثر الأخرى قلنا لاختلاف معنى الخبرين عما في السماوات والأرض وذلك أن الخبر عنه في إحدى الآيتين ذكر حاجته إلى بارئه وغنى بارئه عنه وفي الأخرى حفظ بارئه إياه وعلمه به وبتدبيره قال فإن قيل أفلا قيل (وكان الله غنيا حميدا وكفى بالله وكيلا) قيل ليس في الآية الأولى ما يصلح أن تختتم بوصفه معه بالحفظ والتدبير إنتهى 4714 وقال تعالى * (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب) * قال الراغب الكتاب الأول ما كتبوه بأيديهم المذكور في قوله تعالى * (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) * والكتاب الثاني التوراة والثالث الجنس كتب الله كلها أي ما هو من شيء من كتب الله وكلامه 4715 ومن أمثلة ما يظن تكرارا وليس منه * (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) * إلى آخرها فإن (لا أعبد ما تعبدون) أي في المستقبل (ولا أنتم عابدون) أي في الحال (ما أعبد) في المستقبل (ولا أنا عابد) أي في الحال ما عبدتم في الماضي (ولا أنتم عابدون) أي في المستقبل (ما أعبد) أي في الحال فالحاصل أن القصد نفى عبادته لآلهتهم في الأزمنة الثلاثة 4716 وكذا * (فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم) * ثم قال
(١٨٢)