الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦٤
4592 ومنها * (إن امرؤ هلك ليس له ولد) * أي ولا والد بدليل أنه أوجب للأخت النصف وإنما يكون ذلك مع فقد الأب لأنه يسقطها 4593 النوع الثالث ما يسمى بالاحتباك وهو من ألطف الأنواع وأبدعها وقل من تنبه له أو نبه عليه من أهل فن البلاغة ولم أره في شرح بديعية الأعمى لرفيقه الأندلسي وذكره الزركشي في البرهان ولم يسمه هذا لاسم بل سماه الحذف المقابلي 4594 وأفرده بالتصنيف من أهل العصر العلامة برهان الدين البقاعي قال الأندلسي في شرح البديعية من أنواع البديع الاحتباك وهو نوع عزيز وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول كقوله تعالى * (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق) * الآية التقدير ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به فحذف من الأول الأنبياء لدلالة (الذي ينعق) عليه ومن الثاني الذي ينعق به لدلالة (الذين كفروا) عليه 4595 وقوله * (وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء) * التقدير تدخل غير بيضاء وأخرجها تخرج بيضاء فحذف من الأول (غير بيضاء) ومن الثاني (وأخرجها) 4596 وقال الزركشي هو أن يجتمع في الكلام متقابلان فيحذف من كل واحد منهما مقابله لدلالة الآخر عليه كقوله تعالى * (أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون) * التقدير (إن افتريته فعلي إجرامي وأنتم برآء منه وعليكم إجرامكم وأنا بريء مما تجرمون) 4597 وقوله * (ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم) * التقدير (ويعذب المنافقين إن شاء فلا يتوب عليهم أو يتوب عليهم فلا يعذبهم)
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»