الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٥٣
قولك (أهو عشرون أم ثلاثون) وهكذا إلى ما لا يتناهى 4540 ومنها الألفاظ اللازمة للعموم كأحد 4541 ومنها لفظ التثنية والجمع فإنه يغني عن تكرير المفرد وأقيم الحرف فيهما مقامه اختصارا 4542 ومما يصلح أن يعد من أنواعه المسمى بالاتساع من أنواع البديع وهو أن يؤتى بكلام يتسع فيه التأويل بحسب ما تحتمله ألفاظه من المعاني كفواتح السور ذكره ابن أبي الإصبع إيجاز الحذف 4543 القسم الثاني من قسمي الإيجاز الحذف وفيه فوائد ذكر أسبابه منها مجرد الاختصار والاحتراز عن العبث لظهوره 4544 ومنها التنبيه على أن الزمان يتقاصر عن الإتيان بالمحذوف وأن الاشتغال بذكره يفضي إلى تفويت المهم وهذه هي فائدة باب التحذير والإغراء وقد اجتمعا في قوله تعالى * (ناقة الله وسقياها) * فناقة الله تحذير بتقدير (ذروا) و (سقياها) إغراء بتقدير (الزموا) 4545 ومنها التفخيم والإعظام لما فيه من الإبهام 4546 قال حازم في منهاج البلغاء إنما يحسن الحذف لقوة الدلالة عليه أو يقصد به تعديد أشياء فيكون في تعدادها طول وسآمة فيحذف ويكتفي بدلالة الحال وتترك النفس تجول في الأشياء المكتفي بالحال عن ذكرها قال ولهذا القصد يؤثر في المواضع التي يراد بها التعجب والتهويل على النفوس ومنه قوله في وصف أهل الجنة * (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) * فحذف الجواب إذ كان وصف ما يجدونه ويلقونه عند ذلك لا يتناهى فجعل الحذف دليلا على ضيق الكلام عن وصف ما يشاهدونه وتركت النفوس تقدر ما شاءته ولا تبلغ مع ذلك كنه ما هنالك
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»