الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦٥
4598 وقوله * (ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن) * أي حتى يطهرن من الدم ويتطهرن بالماء فإذا طهرن وتطهرن فأتوهن 4599 وقوله * (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) * أي عملا صالحا بسيئ وآخر سيئا صالح 4600 قلت ومن لطيفه قوله * (فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) * أي فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت 4601 وفي الغرائب للكرماني في الآية الأولى التقدير (مثل الذين كفروا معك يا محمد كمثل الناعق مع الغنم) فحذف من كل طرف ما يدل عليه الطرف الآخر وله في القرآن نظائر وهو أبلغ ما يكون من الكلام انتهى 4602 ومأخذ هذه التسمية من الحبك الذي معناه الشد والأحكام وتحسين أثر الصنعة في الثوب فحبك الثوب سد ما بين خيوطه من الفرج وشده وإحكامه بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق وبيان أخذه منه من أن مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفرج بين الخيوط فلما أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه فوضع المحذوف مواضعه كان حابكا له مانعا من خلل يطرقه فسد بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسبه من الحسن والرونق 4603 النوع الرابع ما يسمى بالاختزال هو ما ليس واحدا مما سبق وهو أقسام لأن المحذوف إما كلمة اسم أو فعل أو حرف أو أكثر 4604 أمثله حذف الاسم حذف المضاف هو كثير في القرآن جدا حتى قال ابن جني في القرآن منه زهاء ألف موضع وقد سردها الشيخ عز الدين في كتابه (المجاز) على ترتيب السور والآيات ومنه * (الحج أشهر) * أي حج أشهر أو أشهر الحج * (ولكن البر من آمن) * أي ذا البر أو بر من * (حرمت عليكم أمهاتكم) * أي نكاح أمهاتكم * (لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات) * أي ضعف عذاب * (وفي الرقاب) * أي وفي تحرير الرقاب
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»