الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٦٠
على الاختصار والتأكيد مبنى على الطول ومن ثم رد الفارسي على الزجاج في قوله في * (إن هذان لساحران) * إن التقدير (إن هذان لهما ساحران) فقال الحذف والتوكيد باللام متنافيان وأما حذف الشيء لدليل وتوكيده فلا تنافي بينهما لأن المحذوف لدليل كالثابت 4576 الرابع ألا يؤدي حذفه إلى اختصار المختصر ومن ثم لم يحذف اسم الفعل لأنه اختصار للفعل 4577 الخامس ألا يكون عاملا ضعيفا فلا يحذف الجار والناصب للفعل والجازم إلا في مواضع قويت فيها الدلالة وكثر فيها استعمال تلك العوامل 4578 السادس ألا يكون المحذوف عوضا عن شيء ومن ثم قال ابن مالك إن حرف النداء ليس عوضا من (أدعو) لإجازة العرب حذفه ولذا أيضا لم تحذف التاء من إقامة واستقامة وأما * (وأقام الصلاة) * فلا يقاس عليه ولا خبر كان لأنه عوض أو كالعوض من مصدرها 4579 السابع ألا يؤدي حذفه إلى تهيئة العامل القوي ومن ثم لم يقس على قراءة (وكل وعد الله الحسنى) فائدة 4580 اعتبر الأخفش في الحذف التدريج حيث أمكن ولهذا قال في قوله تعالى * (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا) * إن الأصل (لا تجزى فيه فحذف حرف الجر فصار (تجزيه) ثم حذف الضمير فصار (تجزي) وهذه ملاطفة في الصناعة ومذهب سيبويه أنهما حذفا معا قال ابن جني وقول الأخفش أوفق في النفس وآنس من أن يحذف الحرفان معا في وقت واحد 1 - قاعدة 4581 الأصل أن يقدر الشيء في مكانه الأصلي لئلا يخالف الأصل من
(١٦٠)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»