الترخيم وأجاب بعضهم بأنهم لشدة ما هم عجزوا عن إتمام الكلمة ويدخل في هذا النوع حذف همزة (أنا) في قوله (لكنا هو الله وربي) إذ الأصل (لكن أنا) حذفت همزة (أنا) تخفيفا وأدغمت النون في النون ومثله ما قرئ (ويمسك السماء أن تقع علرض) (بما أنزليك) (فمن تعجل في يومين فلثم عليه) (إنها لحدي الكبر) 4587 النوع الثاني ما يسمى بالاكتفاء وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط فيكتفي بأحدهما عن الآخر لنكتة ويختص غالبا بالارتباط العطفي كقوله * (سرابيل تقيكم الحر) * أي والبرد وخصص الحر بالذكر لأن الخطاب للعرب وبلادهم حارة والوقاية عندهم من الحر أهم لأنه أشد عندهم من البرد وقيل لأن البرد تقدم ذكر الامتنان بوقايته صريحا في قوله * (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها) * وفي قوله * (وجعل لكم من الجبال أكنانا) * وفي قوله تعالى * (والأنعام خلقها لكم فيها دفء) * ومن أمثلة هذا النوع * (بيدك الخير) * أي والشر وإنما خص الخير بالذكر لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم أو لأنه أكثر وجودا في العالم أو لأن إضافة الشر إلى الله ليس من بابا الآداب كما قال صلى الله عليه وسلم (والشر ليس إليك) 4588 ومنها * (وله ما سكن في الليل والنهار) * أي وما تحرك وخص السكون بالذكر لأنه أغلب الحالين على المخلوق من الحيوان والجماد ولأن كل متحرك يصير إلى السكون 4589 ومنها * (الذين يؤمنون بالغيب) * أي والشهادة لأن الإيمان بكل منهما واجب وآثر الغيب لأنه أمدح ولأنه يستلزم الإيمان بالشهادة من غير عكس 4590 ومنها * (ورب المشارق) * أي والمغارب 4591 ومنها * (هدى للمتقين) * أي وللكافرين قاله ابن الأنباري ويؤيده قوله * (هدى للناس) *
(١٦٣)