4516 الثالث أن تنكير (حياة) يفيد تعظيما فيدل على أن في القصاص حياة متطاولة كقوله تعالى * (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) * ولا كذلك المثل فإن اللام فيه للجنس ولذا فسروا الحياة فيها بالبقاء 4517 الرابع أن الآية فيه مطردة بخلاف المثل فإنه ليس كل قتل أنفى للقتل بل قد يكون أدعى له وهو القتل ظلما وإنما ينفيه قتل خاص وهو القصاص ففيه حياة أبدا 4518 الخامس أن الآية خالية من تكرار لفظ (القتل) الواقع في المثل والخالي من التكرار أفضل من المشتمل عليه وإن لم يكن مخلا بالفصاحة 4519 السادس أن الآية مستغنية عن تقدير محذوف بخلاف قولهم فإن فيه حذف (من) التي بعد أفعل التفضيل وما بعدها وحذف (قصاصا) مع القتل الأول (وظلما) مع القتل الثاني والتقدير القتل قصاصا أنفى للقتل ظلما من تركه 4520 السابع أن في الآية طباقا لأن القصاص مشعر بضد الحياة بخلاف المثل 4521 الثامن أن الآية اشتملت على فن بديع وهو جعل أحد الضدين الذي هو الفناء والموت محلا ومكانا لضده الذي هو الحياة واستقرار الحياة في الموت مبالغة عظيمة ذكره في الكشاف وعبر عنه صاحب الإيضاح بأنه جعل القصاص كالمنبع للحياة والمعدن لها بإدخال (في) عليه 4522 التاسع أن في المثل توالي أسباب كثيرة حفيفة وهو السكون بعد الحركة وذلك مستكرة فإن اللفظ المنطوق به إذا توالت حركاته تمكن اللسان من النطق به وظهرت فصاحته بخلاف ما إذا تعقب كل حركة سكون فالحركات تنقطع بالسكنات نظيره إذا تحركت الدابة أدنى حركة فحبست ثم تحركت فحبست لا يتبين إطلاقها ولا تتمكن من حركتها على ما تختاره فهي كالمقيدة 4523 العاشر أن المثل كالمتناقض من حيث الظاهر لأن الشيء لا ينفي نفسه
(١٥٠)