إيجاز القصر 4493 فالأول هو الوجيز بلفظه قال الشيخ بهاء الدين الكلام القليل إن كان بعضا من كلام أطول منه فهو إيجاز حذف وإن كان كلاما يعطي معنى أطول منه فهو إيجاز قصر 4494 وقال بعضهم إيجاز القصر هو تكثير المعنى بتقليل اللفظ 4495 وقال آخر هو أن يكون اللفظ بالنسبة إلى المعنى أقل من القدر المعهود عادة وسبب حسنه أنه يدل على التمكن في الفصاحة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (أوتيت جوامع الكلم) 4496 وقال الطيبي في التبيان الإيجاز الخالي من الحذف ثلاثة أقسام أحدها إيجاز القصر وهو أن يقصر اللفظ على معناه كقوله * (إنه من سليمان) * إلى قوله * (وأتوني مسلمين) * جمع في أحرف العنوان والكتاب والحاجة وقيل في وصف بليغ كانت ألفاظه قوالب معناه قلت وهذا رأي من يدخل المساواة في الإيجاز الثاني إيجاز التقدير وهو أن يقدر معنى زائد على المنطوق ويسمى بالتضييق أيضا وبه سماه بدر الدين بن مالك في المصباح لأنه نقص من الكلام ما صار لفظه أضيق من قدر معناه نحو * (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف) * أي خطاياه غفرت فهي له لا عليه * (هدى للمتقين) * أي للضالين الصائرين بعد الضلال إلى التقوى الثالث الإيجاز الجامع وهو أن يحتوي اللفظ على معان متعددة نحو * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) * الآية فإن العدل هو الصراط المستقيم المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط المومى به إلى جميع الواجبات في الاعتقاد والأخلاق
(١٤٦)