والتطويل فعنده ثبوت المساواة واسطة وأنها من قسم المقبول 4489 فإن قلت عدم ذكرك المساواة في الترجمة لماذا هل هو لرجحان نفيها أو عدم قبولها أو لأمر غير ذلك قلت لهما ولأمر ثالث وهو أن المساواة لا تكاد توجد خصوصا في القرآن وقد مثل لها في التلخيص بقوله تعالى * (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) * وفي الإيضاح بقوله * (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) * وتعقب بأن في الآية الثانية حذف موصوف (الذين) وفي الأولى إطناب بلفظ (السيء) لأن المكر لا يكون إلا سيئا وإيجاز بالحذف إن كان الاستثناء غير مفرغ أي بأحد وبالقصر في الاستثناء وبكونها حاثة على كف الأذى عن جميع الناس محذرة عن جميع ما يؤدي إليه وبأن تقديرها يضر بصاحبه مضرة بليغة فأخرج الكلام مخرج الاستعارة التبعية الواقعة على سبيل التمثيلية لأن (يحيق) بمعنى (يحيط) فلا يستعمل إلا في الأجسام تنبيه 4490 الإيجاز والاختصار بمعنى واحد كما يؤخذ من المفتاح وصرح به الطيبي 4491 وقال بعضهم الاختصار خاص بحذف الجمل فقط بخلاف الإيجاز قال الشيخ بهاء الدين وليس بشيء والإطناب قيل بمعنى الإسهاب والحق أنه أخص منه فإن الإسهاب التطويل لفائدة أو لا لفائدة كما ذكره التنوخي وغيره فصل في نوعي الإيجاز 4492 الإيجاز قسمان إيجاز قصر وإيجاز حذف
(١٤٥)