الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٥٥
4553 ومنها قصد العموم نحو * (وإياك نستعين) * أي على العبادة وعلى أمورنا كلها * (والله يدعو إلى دار السلام) * أي كل واحد 4554 ومنها رعاية الفاصلة نحو * (ما ودعك ربك وما قلى) * أي (وما قلاك) 4555 ومنها قصد البيان بعد الإبهام كما في فعل المشيئة نحو * (ولو شاء لهداكم) * أي ولو شاء هدايتكم فإنه إذا سمع السامع (ولو شاء) تعلقت نفسه بم شاء ابنهم عليه لا يدري ما هو فلما ذكر الجواب استبان بعد ذلك وأكثر ما يقع ذلك بعد أداة شرط لأن مفعول المشيئة مذكور في جوابها 4556 وقد يكون مع غيرها استدلالا بغير الجواب نحو * (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) * وقد ذكر أهل البيان أن مفعول المشيئة والإرادة لا يذكر إلا إذا كان غريبا أو عظيما نحو * (لمن شاء منكم أن يستقيم) * * (لو أردنا أن نتخذ لهوا) * وإنما اطرد أو كثر حذف مفعول المشيئة دون سائر الأفعال لأنه يلزم من وجود المشيئة وجود المشاء فالمشيئة المستلزمة لمضمون الجواب لا يمكن أن تكون إلا مشيئة الجواب ولذلك كانت الإرادة مثلها في اطراد حذف مفعولها ذكره الزملكاني والتنوخي في (الأقصى القريب) قالوا وإذا حذف بعد (لو) فهو المذكور في جوابها أبدا وأورد في عروس الأفراح * (قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة) * فإن المعنى (لو شاء ربنا إرسال الرسل لأنزل ملائكة) لأن المعنى معين على ذلك فائدة 4557 قال الشيخ عبد القاهر ما من اسم حذف في الحالة التي ينبغي أن يحذف فيها إلا وحذفه أحسن من ذكره وسمى ابن جني الحذف شجاعة العربية لأنه يشجع على الكلام قاعدة في حذف المفعول اختصارا واقتصارا 4558 قال ابن هشام جرت عادة النحويين أن يقولوا بحذف المفعول
(١٥٥)
مفاتيح البحث: عبد القاهر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»