والمحذوف الأداة أبلغ لأنه نزل فيه الثاني منزلة الأول تجوزا 1 - قاعدة 4370 الأصل دخول أداة التشبيه على المشبه به وقد تدخل على المشبه إما لقصد المبالغة فيقلب التشبيه ويجعل المشبه هو الأصل نحو * (قالوا إنما البيع مثل الربا) * كان الأصل أن يقولوا إنما الربا مثل البيع لأن الكلام في الربا لا في البيع فعدلوا عن ذلك وجعلوا الربا أصلا ملحقا به البيع في الجواز لأنه الخليق بالحل ومنه قوله تعالى * (أفمن يخلق كمن لا يخلق) * فإن الظاهر العكس لأن الخطاب لعبدة الأوثان الذين سموها آلهة تشبيها بالله سبحانه وتعالى فجعلوا غير الخالق مثل الخالق فخولف في خطابهم لأنهم بالغوا في عبادتهم وغلوا حتى صارت عندهم أصلا في العبادة فجاء الرد على وفق ذلك 4371 وإما لوضوح الحال نحو * (وليس الذكر كالأنثى) * فإن الأصل (وليس الأنثى كالذكر) وإنما عدل عن الأصل لأن المعنى وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى التي وهبت وقيل لمراعاة الفواصل لأن قبله * (إني وضعتها أنثى) * 4372 وقد تدخل على غيرهما اعتمادا على فهم المخاطب نحو * (كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم) * الآية المراد (كونوا أنصار الله خالصين في الانقياد كشأن مخاطبي عيسى إذ قالوا..)) 2 - قاعدة 4373 القاعدة في المدح تشبيه الأدنى بالأعلى وفي الذم تشبيه الأعلى بالأدنى لأن الذم مقام الأدنى والأعلى طارئ فيقال في المدح حصى كالياقوت وفي الذم ياقوت كالزجاج 4374 وكذا في السلب ومنه * (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء) * أي في النزول لا في العلو * (أم نجعل المتقين كالفجار) * أي في سوء الحال أي لا نجعلهم كذلك
(١١٨)