الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١٢٩
4418 ثالثها أن يكون التصريح مما يستقبح ذكره ككناية الله عن الجماع بالملامسة والمباشرة والإفضاء والرفث والدخول والسر في قوله * (ولكن لا تواعدوهن سرا) * والغشيان في قوله * (فلما تغشاها) * 4419 أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال المباشرة الجماع ولكن الله يكني 4420 وأخرج عنه قال إن الله كريم يكني ما شاء وإن الرفث هو الجماع وكنى عن طلبه بالمراودة في قوله * (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه) * وعنه أو عن المعانقة باللباس في قوله * (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) * وبالحرث في قوله * (نساؤكم حرث لكم) * 4421 وكنى عن البول ونحوه بالغائط في قوله * (أو جاء أحد منكم من الغائط) * وأصله المكان المطمئن من الأرض 4422 وكني عن قضاء الحاجة بأكل الطعام في قوله في مريم وابنها * (كانا يأكلان الطعام) * 4423 وكنى عن الأستاه بالأدبار في قوله * (يضربون وجوههم وأدبارهم) * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في هذه الآية قال يعني أستاههم ولكن الله يكني 4424 وأورد على ذلك التصريح بالفرج في قوله * (التي أحصنت فرجها) * وأجيب بأن المراد به فرج القميص والتعبير به من ألطف الكنايات وأحسنها أي لم يعلق ثوبها بريبة فهي طاهرة الثوب كما يقال نقى الثوب وعفيف الذيل كناية عن العفة ومنه * (وثيابك فطهر) * وكيف يظن أن نفخ جبريل وقع في فرجها وإنما نفخ في جيب درعها ونظيره أيضا * (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) *
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»