الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ٢ - الصفحة ١١٥
وفيها غرابة نحو * (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر) * والأفعال نحو * (يحسبه الظمآن ماء) * * (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) * 4353 قال في التخليص أتباعا للسكاكي وربما يذكر فعل ينبئ عن التشبيه فيؤتى في التشبيه القريب بنحو (علمت زيدا أسدا) الدال على التحقيق وفي البعيد بنحو (حسبت زيدا أسدا) الدال على الظن وعدم التحقيق 4354 وخالفه جماعة منهم الطيبي فقالوا في كون هذه الأفعال تنبئ عن التشبيه نوع خفاء والأظهر أن الفعل ينبئ عن حال التشبيه في القرب والبعد وأن الأداة محذوفة مقدرة لعدم استقامة المعنى بدونه ذكر أقسامه 4355 ينقسم التشبيه باعتبارات الأول باعتبار طرفيه إلى أربعة أقسام لأنهما إما حسيان أو عقليان أو المشبه به حسي والمشبه عقلي أو عكسه 4356 مثال الأول * (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) * * (كأنهم أعجاز نخل منقعر) * 4357 ومثال الثاني * (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة) * كذا مثل به في البرهان وكأنه ظن أن التشبيه واقع في القسوة وهو غير ظاهر بل هو واقع بين القلوب والحجارة فهو من الأول 4358 ومثال الثالث * (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح) * 4359 ومثال الرابع لم يقع في القرآن بل منعه الإمام أصلا لأن العقل مستفاد من الحس فالمحسوس أصل للمعقول وتشبيهه به يستلزم جعل الأصل فرعا والفرع أصلا وهو غير جائز وقد اختلف في قوله تعالى * (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) *
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»