الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٣٠
2945 وذكر الزمخشري أنها تكون مبتدأ وخرج عليه قراءة بعضهم لمن من الله على المؤمنين قال التقدير منه إذ بعث فإذ في محل رفع كإذا في قولك أخطب ما يكون الأمير إذا كان قائما أي لمن من الله على المؤمنين وقت بعثه انتهى قال ابن هشام ولا نعلم بذلك قائلا 2946 وذكر كثير أنها تخرج عن المضي إلى الاستقبال نحو * (يومئذ تحدث أخبارها) * والجمهور أنكروا ذلك وجعلوا الآية من باب * (ونفخ في الصور) * أعني من تنزيل المستقبل الواجب الوقوع منزلة الماضي الواقع واحتج المثبتون منهم ابن مالك بقوله تعالى * (فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم) * فإن يعلمون مستقبل لفظا ومعنى لدخول حرف التنفيس عليه وقد عمل في إذ فيلزم أن تكون بمنزلة إذا 2947 وذكر بعضهم أنها تأتي في الحال نحو * (ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه) * أي حين تفيضون فيه فائدة 2948 أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك قال ما كان في القرآن إن بكسر الألف فلم يكن وما كان إذ فقد كان 2949 الوجه الثاني أن تكون للتعليل نحو * (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون) * أي ولن ينفعكم اليوم إشراككم في العذاب لأجل ظلمكم في الدنيا وهل هي حرف بمنزلة لام العلة أو ظرف بمعنى وقت والتعليل مستفاد من قوة الكلام لا من اللفظ قولان المنسوب إلى سيبويه الأول وعلى الثاني في الآية إشكال لأن إذ لا تبدل من اليوم لاختلاف الزمانين ولا تكون ظرفا ل ينفع لأنه لا يعمل في ظرفين ولا ل مشتركون لأن معمول خبر إن وأخواتها لا يتقدم عليها ولأن معمول الصلة لا يتقدم على الموصول ولأن إشتراكهم في الآخرة لا في زمن ظلمهم 2950 ومما حمل على التعليل * (وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم) *
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»