الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٢٨
أن يكون من الدواب والطير والوحش والإنس فيعم الناس وغيرهم بخلاف ليس في الدار أحد فإنه مخصوص بالآدميين دون غيرهم 2939 قال ويأتي الأحد في كلام العرب بمعنى الأول وبمعنى الواحد فيستعمل في الإثبات وفي النفي نحو * (قل هو الله أحد) * أي واحد وأول * (فابعثوا أحدكم بورقكم) * وبخلافهما فلا يستعمل إلا في النفي تقول ما جاءني من أحد ومنه * (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد) * و * (أن لم يره أحد) * * (فما منكم من أحد) * * (ولا تصل على أحد) * وواحد يستعمل فيها مطلقا وأحد يستوي فيه المذكر والمؤنث قال تعالى * (لستن كأحد من النساء) * بخلاف الواحد فلا يقال كواحد من النساء بل كواحدة وأحد يصلح للأفراد والجمع قلت ولهذا وصف قوله تعالى * (فما منكم من أحد عنه حاجزين) * بخلاف الواحد 2940 والأحد له جمع من لفظه وهو الأحدون والآحاد وليس للواحد جمع من لفظه فلا يقال واحدون بل اثنان وثلاثة 2941 والأحد ممتنع الدخول في الضرب والعدد والقسمة وفي شيء من الحساب بخلاف الواحد انتهى ملخصا وقد تحصل من كلامه بينهما سبعة فروق 2942 وفي أسرار التنزيل للبارزي في سورة الإخلاص فإن قيل المشهور في كلام العرب أن الأحد يستعمل بعد النفي والواحد بعد الإثبات فكيف جاء أحد هنا بعد الإثبات قلنا قد اختار أبو عبيد أنهما بمعنى واحد وحينئذ فلا يختص أحدهما بمكان دون الآخر وإن غلب استعمال أحد في النفي ويجوز أن يكون العدول هنا عن الغالب رعاية للفواصل انتهى
(٤٢٨)
مفاتيح البحث: سورة الإخلاص (1)، الغلّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»