الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٢٩
2943 وقال الراغب في مفردات القرآن أحد يستعمل على ضربين أحدهما في النفي فقط والآخر في الإثبات فالأول لاستغراق جنس الناطقين ويتناول الكثير والقليل ولذلك صح أن يقال ما من أحد فاضلين كقوله تعالى * (فما منكم من أحد عنه حاجزين) * والثاني على ثلاثة أوجه الأول المستعمل في العدد مع العشرات نحو أحد عشر أحد وعشرين والثاني المستعمل مضافا إليه بمعنى الأول نحو * (أما أحدكما فيسقي ربه خمرا) * والثالث المستعمل وصفا مطلقا ويختص بوصف الله تعالى نحو * (قل هو الله أحد) * وأصله وحد إلا أن وحدا يستعمل في غيره انتهى 3 - إذ 2944 ترد على أوجه أحدها أن تكون اسما للزمن الماضي وهو الغالب ثم قال الجمهور لا تكون إلا ظرفا نحو * (فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا) * أو مضافا إليها الظرف نحو * (بعد إذ هديتنا) * * (يومئذ تحدث) * * (وأنتم حينئذ تنظرون) * وقال غيرهم تكون مفعولا به نحو * (واذكروا إذ كنتم قليلا) * وكذا المذكورة في أوائل القصص كلها مفعول به بتقدير أذكر وبدلا منه نحو * (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت) * فإذ بدل اشتمال من مريم على حد البدل في * (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه) * * (اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء) * أي اذكروا النعمة التي هي الجعل المذكور فهي بدل كل من كل والجمهور يجعلونها في الأول ظرفا لمفعول محذوف أي واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم قليلا وفي الثاني ظرفا لمضاف إلى المفعول محذوف أي واذكر قصة مريم ويؤيد ذلك التصريح به في * (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء) *
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»