وقوله تعالى: * (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره) * الآية. قيل: معنى الأزواج هنا: الأنواع، وقيل: أراد تزويج الرجال النساء، والضمير في * (عمره) * قال ابن عباس وغيره، ما مقتضاه: أنه عائد على * (معمر) * الذي هو اسم جنس; والمراد غير الذي يعمر، وقال ابن جبير وغيره: بل المراد شخص واحد وعليه يعود الضمير، أي: ما يعمر إنسان ولا ينقص من عمره بأن يحصي ما مضى منه إذا مر حول كتب ما مضى منه، فإذا مر حول آخر كتب ذلك، ثم حول، ثم حول; فهذا هو النقص.
قال ابن جبير: فما مضى من عمره; فهو النقص وما يستقبل; فهو الذي يعمره.
وقوله تعالى: * (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) * تقدم تفسير نظير هذه الآية. وقوله تعالى: * (وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى) * الآية: الأجل المسمى هو قيام الساعة، وقيل: آماد الليل، وآماد النهار، والقطمير: القشرة الرقيقة التي على نوى التمرة. وقال الضحاك وغيره: القطمير القمع الذي في رأس التمرة، والأول أشهر وأصوب. ثم بين تعالى بطلان الأصنام بثلاثة أشياء: أولها: أنها لا تسمع إن دعيت، والثاني: أنها لا تجيب إن لو سمعت، وإنما جاء بهذه; لأن القائل متعسف أن يقول:
عساها تسمع، والثالث: أنها تتبرأ يوم القيامة من الكفرة.
وقوله تعالى: * (ولا ينبئك مثل خبير) * قال المفسرون: الخبير هنا هو الله سبحانه فهو