تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٩
قال صاحب: " الكلم الفارقية والحكم الحقيقية ": العلم النافع ما زهدك في دنياك، ورغبك في أخراك، وزاد في خوفك وتقواك، وبعثك على طاعة مولاك، وصفاك من كدر هواك. وقال - رحمة الله -: العلوم النافعة ما كانت للهمم رافعة، وللأهواء قامعة، وللشكوك صارفة دافعة. انتهى.
وقوله تعالى: * (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم...) * الآية، قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: هذه آية القراء.
قال * ع *: وهذا على أن * (يتلون) * بمعنى: يقرءون، وإن جعلناه بمعنى: يتبعون، صح معنى الآية; وكانت في القراء وغيرهم ممن اتصف بأوصاف الآية، وكتاب الله هو القرآن، وإقامة الصلاة، أي: بجميع شروطها، والنفقة هي في الصدقات ووجوه البر * (ولن تبور) * معناه: لن تكسد. و * (يزيدهم من فضله) * قالت فرقة: هو تضعيف الحسنات، وقالت فرقة: هو إما النظر إلى وجه الله عز وجل، وإما أن يجعلهم شافعين في غيرهم; كما قال: * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * [يونس: 26].
* ت *: وقد خرج أبو نعيم بإسناده عن الثوري عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: * (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) * قال: أجورهم: يدخلهم الجنة، ويزيدهم من فضله: الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليه المعروف في الدنيا. وخرج ابن ماجة في " سننه " عن انس بن مالك /، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يصف الناس صفوفا ". وقال ابن نمير: أهل الجنة - فيمر الرجل من أهل النار على الرجل من أهل الجنة، فيقول: يا فلان، أما تذكر يوم استسقيتني، ثنا فسقيتك شربة؟ قال: فيشفع له. ويمر
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381