تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٩٠
الرجل على الرجل فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهورا؟ فيشفع له " قال ابن نمير:
" ويقول: يا فلان; أما تذكر يوم بعثتني لحاجة كذا وكذا، فذهبت لك؟ فيشفع له ".
وخرجه الطحاوي وابن وضاح بمعناه، انتهى من " التذكرة ".
وقوله تعالى: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا...) * الآية: * (أورثنا) * معناه:
أعطيناه فرقة بعد موت فرقة، و * (الكتاب) * هنا يريد به: معاني الكتاب، وعلمه، وأحكامه، وعقائده، فكأن الله تعالى لما أعطى أمة محمد القرآن; وهو قد تضمن معاني الكتب المنزلة قبله; فكأنه ورث أمة محمد الكتاب الذي كان في الأمم قبلها. قال ابن عطاء الله في " التنوير ": قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي - رحمه الله تعالى -: أكرم المؤمنين; وإن كانوا عصاه فاسقين، وأمرهم بالمعروف، وانههم عن المنكر، واهجرهم رحمة بهم; لا تعززا عليهم، فلو كشف عن نور المؤمن العاصي، لطبق السماء والأرض، فما ظنك بنور المؤمن المطيع، ويكفيك في تعظيم المؤمنين - وإن كانوا عن الله غافلين - قول رب العالمين: * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) * فانظر كيف أثبت لهم الاصطفاء مع وجود ظلمهم، واعلم أنه لا بد في مملكته من عباد هم نصيب الحلم، ظهور الرحمة والمغفرة، ووقوع الشفاعة، انتهى. و * (الذين اصطفينا) * يريد بهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. قاله ابن عباس وغيره.
و * (اصطفينا) * معناه: اخترنا وفضلنا، والعباد عام في جميع العالم، واختلف في عود الضمير من قوله: * (فمنهم) * فقال ابن عباس وغيره; ما مقتضاه: إن الضمير عائد على
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381