تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٩
وقوله - تعالى -: * (ولو ترى إذ فزعوا...) * الآية. قال الحسن بن أبي الحسن: ذلك في الكفار عند خروجهم من القبور في القيامة.
قال * ع *: وهو أرجح الأقوال هنا، وأما معنى الآية فهو التعجيب من حالهم إذا فزعوا من أخذ الله إياهم ولم يتمكن لهم أن يفوت منهم أحد * (وأخذوا من مكان قريب) *، أي: أن الأخذ يجيئهم من قرب في طمأنينتهم وبعقبها، بينما الكافر يؤمل ويترجى إذ غشيه الأخذ، ومن غشيه أخذ من قريب; فلا حيلة له ولا روية، و * (قالوا آمنا به) * الضمير في * (به) * عائد على الله - تعالى -، وقيل: على محمد وشرعه والقرآن، وقرأ نافع وعامة القراء: " التناوش " دون همز ومعناه التناول، من قولهم ناش ينوش إذا تناول، وعبارة الواحدي * (وإني لهم التناوش) * أي: كيف يتناولون التوبة وقد بعدت عنهم. انتهى.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: " التناوش " بالهمز فيحتمل أن يكون تفسيره كالقراءة الأولى، ويحتمل أن يكون من الطلب; تقول: انتأشت فإن الخير إذا طلبته من بعد.
* ت *: وقال البخاري: التناوش الرد من الآخرة إلى الدنيا، انتهى.
* (ويقذفون بالغيب) * أي: يرجمون بظنونهم ويرمون بها الرسول وكتاب الله، وذلك غيب عنهم في قولهم سحر وافتراء وغير ذلك، قاله مجاهد، وقال قتادة: قذفهم بالغيب هو قولهم: لا بعث ولا جنة ولا نار.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381