تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٥
قال أبو عبيدة: الوعد والوعيد والميعاد: بمعنى; وخولف في هذا، والذي عليه الناس أن الوعد إذا أطلق ففي الخير; والوعيد في المكروه; والميعاد يقع لهذا ولهذا.
وقوله تعالى: * (وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه) * هذه المقالة قالها بعض قريش وهي أنهم لا يؤمنون بالقرآن ولا بالذي بين يديه من التوراة والإنجيل والزبور، فكأنهم كذبوا بجميع كتب الله - عز وجل - وإنما فعلوا هذا لما وقع الاحتجاج عليهم بما في التوراة من أمر محمد - عليه السلام -.
قال الواحدي: قوله تعالى: * (يرجع بعضهم إلى بعض القول) * أي: في التلاوم، انتهى. وباقي الآية بين. وقولهم: * (بل مكر الليل والنهار) *، المعنى: بل كفرنا بمكركم الذي بنا في الليل والنهار; وأضاف المكر إلى الليل والنهار من حيث هو فيهما، ولتدل هذه الإضافة على الدؤوب والدوام، والضمير في * (أسروا) * عام لجميعهم من المستضعفين والمستكبرين.
وقوله تعالى: * (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون) * هذه لآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم عن فعل قريش وقولها، أي: هذه يا محمد سيرة الأمم، فلا يهمنك أمر قومك، والقرية: المدينة، والمترف: الغني المنعم، القليل تعب النفس والبدن، فعادتهم المبادرة بالتكذيب.
وقوله: * (وقالوا نحن أكثر أموالا...) * لآية: يحتمل أن يعود الضمير في * (قالوا) * على المترفين; ويحتمل أن يكون لقريش، ويكون كلام المترفين قد تم قبله، وفي " صحيح مسلم " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381