تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٠
حسن صحيح; انتهى.
والجمهور أن الداعي لموسى - عليه السلام - هو شعيب عليه السلام وأن المرأتين ابنتاه، ف‍ * (قالت إن أبي يدعوك...) * الآية، فقام يتبعها فهبت ريح ضمت قميصها إلى بدنها فتحرج موسى عليه السلام من النظر إليها; فقال لها: أمشي خلفي وأرشديني إلى الطريق، ففهمت عنه; فذلك سبب وصفها له بالأمانة; قاله ابن عباس. * (فلما جاءه وقص عليه القصص) * فآنسه بقوله: * (لا تخف نجوت من القوم الظالمين) * فلما فرغ كلامهما قالت إحدى الابنتين * (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) * فقال لها أبوها: ومن أين عرفت هذا منه؟ قالت: أما قوته ففي رفع الصخرة، وأما أمانته ففي تحرجه عن النظر إلي; قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد وغيرهم، فقال له الأب عند ذلك: * (إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين...) * الآية، قال ابن العربي: في " أحكامه " قوله: إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) * يدل على أنه عرض لا عقد; لأنه لو كان عقدا، لعين المعقود عليها; لأن العلماء وإن اختلفوا في جواز البيع، إذا قال له: بعتك أحد عبدي هذين بثمن كذا، فإنهم اتفقوا على أن ذلك لا يجوز في النكاح; لأنه خيار وشئ من الخيار لا يلحق بالنكاح. وروي أنه قال شعيب: أيتهما تريد؟ قال:
الصغرى، انتهى. " وتاجر " معناه: تثيب وجعل شعيب الثمانية الأعوام شرطا ووكل العامين إلى المروءة، ولما فرغ كلام شعيب قرره موسى; وكرر معناه على جهة التوثق في أن الشرط إنما وقع في ثمان حجج، و * (أيما استفهام نصب ب‍ * (قضيت) * و " ما " وصلة للتأكيد و " لا عدوان " معناه لاتباعه علي، و " الوكيل ": الشاهد القائم بالأمر.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381