تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١١٩
وقال ابن العربي في " أحكامه ": الحرمات: امتثال ما أمر الله تعالى به، واجتناب ما نهى عنه; فإن للقسم الأول حرمة المبادرة إلى الامتثال، وللثاني حرمة الانكفاف والانزجار. انتهى.
وقوله: * (فهو خير) * ظاهره أنها ليست للتفضيل، وإنما هي عدة بخير، ويحتمل أن يجعل * (خير) * للتفضيل على تجوز في هذا الموضع.
* ص *: * (فهو خير له) * أي: فالتعظيم خير له، [انتهى].
وقوله تعالى: * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) * يحتمل معنيين.
أحدهما: أن تكون " من " لبيان الجنس أي: الرجس الذي هو الأوثان; فيقع النهي عن رجس الأوثان فقط، وتبقى سائر الأرجاس نهيها في غير هذا الموضع.
والمعنى الثاني: أن تكون " من " لابتداء الغاية فكأنه نهاهم سبحانه عن الرجس عموما، ثم عين لهم مبدأه الذي منه يلحقهم; إذ عبادة الوثن جامعة لكل فساد ورجس، ويظهر أن الإشارة إلى الذبائح التي كانت للأوثان فيكون هذا مما يتلى عليهم، والمروي عن ابن عباس وابن جريج: أن الآية نهي عن عبادة الأوثان، و * (الزور) * عام في الكذب والكفر; وذلك أن كل ما عدا الحق فهو كذب وباطل.
وقال ابن مسعود وغيره: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " عدلت شهادة الزور بالشرك،
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381