تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١١٥
جرى معها من ذكر الله وتسبيحه، وتقديسه، وسائر كلام أهل الجنة من محاورة وحديث طيب; فإنها لا تسمع فيها لاغية، و * (صراط الحميد) * هو طريق الله الذي دعا عباده إليه، ويحتمل أن يريد بالحميد نفس الطريق، فأضاف إليه على حد إضافته في قوله: * (دار الآخرة) *، وقال البخاري: * (وهدوا إلى الطيب) *: أي: ألهموا إلى قراءة القرآن، * (وهدوا إلى صراط الحميد) *: أي: إلى الإسلام، انتهى.
وقوله سبحانه * (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله) * هذه الآية نزلت عام الحديبية حين صد النبي صلى الله عليه وسلم وجاء * (يصدون) *; مستقبلا; إذ هو فعل يديمونه وخبر * (إن) * محذوف مقدر عند قوله: و * (الباد) *: تقديره: خسروا أو هلكوا. و * (العاكف) *: المقيم في البلد، و " البادي ": القادم عليه من غيره.
وقوله: * (بإلحاد) * قال أبو عبيدة: الباء فيه زائدة.
* ت * قال ابن العربي في " أحكامه ": وجعل الباء زائدة لا يحتاج إليه في سبيل العربية; لأن حمل المعنى على القول أولى من حمله على الحروف، فيقال: المعنى ومن يهم فيه بميل، لأن الإلحاد هو الميل في اللغة، إلا أنه قد صار في عرف الشرع ميلا مذموما، فرفع الله الإشكال، وبين سبحانه أن الميل بالظلم هو المراد هنا، انتهى.
/ قال * ع *: والإلحاد الميل وهو يشمل جميع المعاصي من الكفر إلى الصغائر، فلعظم حرمة المكان توعد الله تعالى على نية السيئة فيه، ومن نوى سيئة ولم يعملها - لم
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381