تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٢٢
تعظيم شعائر الله، - كان من البقع أو من البشر أو ممن شاء الله تعالى - زيادة في الإيمان وقوة في اليقين. انتهى.
وقال العراقي في أرجوزته: [الرجز] أعلام طاعة هي الشعائر...
البيت.
وقالت فرقة: قصد بالشعائر في هذه الآية الهدي والأنعام المشعرة، ومعنى تعظيمها التسمين والاهتبال بأمرها، قاله ابن عباس وغيره، ثم اختلف المتأولون في قوله سبحانه:
* (لكم فيها منافع...) * الآية: فقال مجاهد وقتادة: أراد أن للناس في أنعامهم منافع من الصوف، واللبن، والذبح للأكل، وغير ذلك ما لم يبعثها ربها هديا، فإذا بعثها فهو الأجل المسمى، وقال عطاء: أراد لكم في الهدي المبعوث منافع، من الركوب، والاحتلاب لمن اضطر، والأجل نحرها، وتكون " ثم " من قوله: * (ثم محلها إلى البيت العتيق لترتيب الحمل; لأن المحل قبل الأجل، ومعنى الكلام عند هذين الفريقين: ثم محلها إلى موضع النحر، وذكر البيت; لأنه أشرف الحرم، وهو المقصود بالهدي وغيره.
وقال ابن زيد، والحسن، وابن عمر، ومالك: الشعائر في هذه الآية: مواضع الحج كلها، ومعالمه بمنى، وعرفة، والمزدلفة، والصفا والمروة، والبيت وغير ذلك، وفي الآية التي تأتي أن البدن من الشعائر، والمنافع: التجارة وطلب الرزق أو الأجر والمغفرة، والأجل المسمى: الرجوع إلى مكة لطواف الإفاضة، ومحلها مأخوذ من إحلال المحرم، والمعنى: ثم أخروا هذا كله إلى طواف الإفاضة بالبيت العتيق، فالبيت على هذا التأويل مراد بنفسه، قاله مالك في " الموطأ ".
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381