تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٠٨
وقال عبد الحق: بل هو حديث منقطع، لا يصح، والذي عليه المحققون أن هذه الأهوال هي بعد البعث، قاله صاحب " التذكرة " وغيره، انتهى.
والحمل: - بفتح الحاء - ما كان في بطن أو على رأس شجرة.
وقوله سبحانه: * (وترى الناس سكارى) * تشبيها لهم، أي: من الهم، ثم نفى عنهم السكر الحقيقي الذي هو من الخمر، قاله الحسن وغيره، وقرأ حمزة والكسائي:
" سكرى " في الموضعين.
قال سيبويه: وقوم يقولون: سكرى جعلوه مثل مرضى، ثم جعلوا: روبى مثل سكرى، وهم المستثقلون قبل نوما من شرب الرائب.
وقوله سبحانه: * (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد) *.
قال ابن جريج: هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث وأبي بن خلف، وقيل في أبي جهل بن هشام، ثم هي بعد تتناول كل من اتصف بهذه الصفة، ومجادلتهم في أن الله تعالى لا يبعث من يموت، والشيطان هنا هو مغويهم من الجن، ويحتمل من الأنس، والمريد: المتجرد من الخير للشر، ومنه الأمرد، وشجرة مرداء، أي: عارية من الورق، وصرح ممرد، أي: مملس، والضمير في * (عليه) * عائد على الشيطان; قاله قتادة، ويحتمل لان يعود على المجادل، وأنه في موضع رفع على المفعول الذي لم يسم فاعله، و " أنه " الثانية عطف على الأولى مؤكدة مثلها، وقيل: هي مكررة للتأكيد فقط، وهذا معترض بأن الشئ لا يؤكد إلا بعد تمامه، وتمام " أن " الأولى إنما هو بصلتها في قوله:
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381