تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٥
وقوله سبحانه: (وإذا صرفت أبصارهم) أي: أبصار أصحاب الأعراف، فهم يسلمون على أصحاب الجنة، وإذا نظروا إلى النار، وأهلها، قالوا: (ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) قاله ابن عباس، وجماعة من العلماء.
وقوله سبحانه: (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم) يريد من أهل النار.
(ما أغنى عنكم جمعكم) " ما " استفهام بمعنى التقرير، والتوبيخ، و " ما " الثانية مصدرية، و " جمعكم " لفظ يعم المال والأجناد والخول.
وقوله سبحانه: (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة) أهل الأعراف هم القائلون: " أهؤلاء " إشارة إلى أهل الجنة، والذين خوطبوا هم أهل النار، والمعنى: أهؤلاء الضعفاء في الدنيا الذين حلفتم أن الله لا يعبؤ بهم، قيل لهم: ادخلوا الجنة.
وقال النقاش: أقسم أهل النار أن أصحاب الأعراف داخلون النار معهم، فنادتهم الملائكة: أهؤلاء، ثم نادت أصحاب الأعراف: ادخلوا الجنة.
وقرأ عكرمة: " دخلوا الجنة " على الإخبار بفعل ماض.
وقوله سبحانه: (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء...) الآية: لفظة النداء تتضمن أن أهل النار وقع لهم علم بأن أهل الجنة يسمعون نداءهم،
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة