تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٠
وقوله سبحانه: (وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل) أي: قد استوت حالنا وحالكم (فذوقوا العذاب) باجترامكم، وهو من كلام الأمة المتقدمة للمتأخرة.
وقيل: قوله: (فذوقوا) هو من كلام الله عز وجل لجميعهم.
وقوله سبحانه: (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة) الآية، هذه الآية عامة في جميع الكفرة قديمهم وحديثهم.
قرأ نافع وغيره: " تفتح " بتشديد التاء الثانية، وقرأ أبو عمرو: " تفتح " بالتاء أيضا وسكون الفاء، وتخفيف الثانية، وقرأ حمزة " يفتح " بالياء من أسفل، وتخفيف التاء، ومعنى الآية: لا يرتفع لهم عمل، ولا روح، ولا دعاء، فهي عامة في نفي ما يوجب للمؤمنين.
قاله ابن عباس، وغيره.
ثم نفى سبحانه عنهم دخول الجنة، وعلق كونه بكون محال، وهو أن يدخل الجمل في ثقب الإبرة حيث يدخل الخيط، والجمل كما عهد، والسم كما عهد، وقرأ جمهور المسلمين " الجمل " واحد الجمال، وقرأ ابن عباس وغيره " الجمل " بضم الجيم وتشديد الميم، وهو حبل السفينة والسم: الثقب من الإبرة وغيرها، و (كذلك) أي: وعلى هذه
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة