تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢
(لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا) أي: قيل لهم بصياح، وهذا النداء من قبل الله، " وأن " مفسرة لمعنى النداء، بمعنى: أي.
وقوله: (بما كنتم تعملون) لا على طريق وجوب ذلك على الله تعالى لكن بقرينة رحمته، وتغمده، والأعمال أمارة من الله سبحانه وطريق إلى قوة الرجاء، ودخول الجنة إنما هو بمجرد رحمته، والقسم فيها على قدر الأعمال. " وأورثتم " مشيرة إلى الأقسام.
وقوله سبحانه: (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا...) الآية.
هذا النداء من أهل الجنة لأهل النار تقريع، وتوبيخ، وزيادة في الكرب، وهو بأن يشرفوا عليهم، ويخلق الإدراك في الأسماع والأبصار.
وقوله سبحانه: (فأذن مؤذن بينهم) أي: أعلم معلم، والظالمون هنا هم الكافرون.
* ت *: حكي عن غير واحد أن طاوس دخل على هشام بن عبد الملك فقال له: اتق الله، واحذر يوم الأذان، فقال: وما يوم الأذان؟ فقال قوله تعالى: (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) فصعق هشام، فقال طاوس: هذا ذل الوصف، فكيف ذل المعاينة انتهى.
(ويبغونها عوجا) أي: يطلبونها، أو يطلبون لها، والضمير في (يبغونها) عائد على السبيل.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة