تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٨
الأرض، وكذلك قال زيد بن أسلم في هذه الآية، وفسرها به، ومثله عن يحيى بن سعيد من رواية مالك، قال ابن العربي: وإذا كان قطع الدنانير والدراهم وقرضها من الفساد، عوقب من فعل ذلك، وقرض الدراهم غير كسرها، فإن الكسر: فساد الوصف، والقرض: تنقيص للقدر، وهو أشد من كسرها، فهو كالسرقة. انتهى من " الأحكام " مختصرا، وبعضه بالمعنى، وقولهم: (إنك لأنت الحليم الرشيد): قيل: إنهم قالوه، على جهة الحقيقة، أي: أنت حليم رشيد، فلا ينبغي لك أن تنهانا عن هذه الأحوال، وقيل:
إنما قالوا هذا، على جهة الاستهزاء.
وقوله: (ورزقني منه رزقا حسنا): أي: سالما من الفساد الذي أدخلتم في أموالكم، وجواب الشرط الذي في قوله: (إن كنت على بينة من ربي) محذوف، تقديره:
أأضل كما ضللتم، أو أترك تبليغ رسالة ربي، ونحو هذا.
وقوله: (لا يجرمنكم): معناه: لا يكسبنكم، و (شقاقي): معناه: مشاقتي، وعداوتي و " أن ": مفعولة ب‍ (يجرمنكم).
قال * ص *: وع *: (وما قوم لوط منكم ببعيد *: أي: بزمان بعيد، أو بمكان.
قال * ص *: (ودود) بناء مبالغة من ود الشئ، إذا أحبه، وآثره.
* ع *: ومعناه: أن أفعاله سبحانه ولطفه بعباده لما كانت في غاية الإحسان إليهم، كانت كفعل من يتودد ويود المصنوع له، وقولهم: (ما نفقه): كقول قريش:
(قلوبنا في أكنة) [فصلت: 5]، والظاهر من قولهم: (إنا لنراك فينا ضعيفا): أنهم أرادوا ضعف الانتصار والقدرة، وأن رهطه الكفرة يراعون فيه، والرهط: جماعة الرجل، وقولهم: (لرجمناك) أي: بالحجارة، قاله ابن زيد، وقيل: بالسب باللسان، وقولهم:
(بعزيز) أي: بذي منعة وعزة، ومنزلة، و " الظهري ": الشئ الذي يكون وراء الظهر، وذلك يكون في الكلام على وجهين: إما بمعنى الاطراح، كما تقول: جعلت كلامي وراء
(٢٩٨)
مفاتيح البحث: زيد بن أسلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة