ظهرك، ودبر أذنك، وعلى هذا المعنى حمل الجمهور الآية، أي: اتخذتم أمر الله وشرعه وراء ظهوركم، أي: غير مراعي، وإما بأن يستند إليه ويلجأ، كما قال عليه السلام:
" وألجأت ظهري إليك "، وعلى هذا المعنى حمل الآية قوم: أي: وأنتم تتخذون الله سند ظهوركم وعماد آمالكم.
وقوله: (اعملوا على مكانتكم) معناه: على حالاتكم، وفيه تهديد.
وقوله: (سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا إني معكم رقيب): والصحيح: أن الوقف في قوله: (إني عامل).
وقوله سبحانه: (وأخذت الذين ظلموا الصيحة...) الآية: (الصيحة): هي صيحة / جبريل عليه السلام.
وقوله سبحانه: (كأن لم يغنوا فيها...) الآية: (يغنوا): معناه: يقيمون بنعمة وخفض عيش، ومنه المغاني، وهي المنازل المعمورة بالأهل، وضمير " فيها " عائد على الديار.
وقوله: (بعدا): مصدر دعاء به، كقولك: سحقا للكافرين، وفارقت هذه قولهم:
(سلام عليكم) [النحل: 32]، لأن (بعدا) إخبار عن شئ قد وجب وتحصل، وتلك إنما هي دعاء مرتجي، ومعنى البعد في قراءة: " بعدت " - بكسر العين -: الهلاك، وهي قراءة الجمهور، ومنه قول خرنق بنت هفان: [الكامل] لا يبعدن قومي الذين هم * سم العداة وآفة الجزر