تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٥
يموت، فنجي على نجوة من الأرض، حتى رآه جميعهم ميتا، كأنه ثور أحمر، وتحققوا غرقه.
والجمهور على تشديد (ننجيك)، فقالت فرقة: معناه: من النجاة، أي: من غمرات البحر والماء، وقال جماعة: معناه: نلقيك على نجوة من الأرض، وهي: ما ارتفع منها، وقرأ يعقوب بسكون النون وتخفيف الجيم، وقوله: (ببدنك) قالت فرقة: معناه:
بشخصك، وقالت فرقة: معناه: بدرعك، وقرأ الجمهور: " خلفك "، أي: من أتى بعدك، وقرئ شاذا: " لمن خلفك " - بفتح اللام -، والمعنى: ليجعلك الله آية له في عباده، وباقي الآية بين.
وقوله سبحانه: (ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم): المعنى: ولقد اخترنا لبني إسرائيل أحسن اختيار، وأحللناهم من الأماكن أحسن محل، و (مبوأ صدق): أي: يصدق فيه ظن قاصده وساكنه، ويعني بهذه الآية إحلالهم بلاد الشام وبيت المقدس، قاله قتادة وابن زيد، وقيل: بلاد الشام ومصر، والأول أصح، وقوله سبحانه: (فما اختلفوا) أي: في نبوة نبينا محمد عليه السلام، وهذا التخصيص هو الذي وقع في كتب المتأولين كلهم، وهو تأويل يحتاج إلى سند، والتأويل الثاني الذي يحتمله اللفظ: أن بني إسرائيل لم يكن لهم اختلاف على موسى في أول حاله، فلما جاءهم العلم والأوامر، وغرق فرعون، اختلفوا، فالآية ذامة لهم.
* ت *: فر رحمه الله من التخصيص، فوقع فيه، فلو عمم اختلافهم على أنبيائهم موسى وغيره، وعلى نبينا، لكان أحسن، وما ذهب إليه المتأولون من التخصيص أحسن لقرينة قوله: (فإن كنت في شك)، فالربط بين الآيتين واضح، والله أعلم.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة