تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٩
الناس بإدخال الإيمان في قلوبهم، والله عز وجل قد شاء غير ذلك، و (الرجس) هنا بمعنى العذاب.
وقوله سبحانه: (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض...) الآية: هذه الآية أمر للكفار بالاعتبار والنظر في المصنوعات الدالة على الصانع من آيات السماوات وأفلاكها وكواكبها وسحابها ونحو ذلك، والأرض ونباتها ومعادنها وغير ذلك، المعنى: انظروا في ذلك بالواجب، فهو ينهيكم إلى المعرفة بالله وبوحدانيته، ثم أخبر سبحانه أن الآيات والنذر - وهم الأنبياء - لا تغنى إلا بمشيئته، ف‍ " ما "، على هذا: نافية، ويجوز أن تكون استفهاما في ضمنه نفي وقوع الغنى، وفي الآية على هذا: توبيخ لحاضري النبي صلى الله عليه وسلم.
قال * ص *: و (النذر): جمع نذير، إما مصدر بمعنى الإنذارات، وإما بمعنى منذر. انتهى.
وقوله سبحانه: (فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم...) الآية:
وعيد إذا لجوا في الكفر، حل بهم العذاب.
وقوله سبحانه: (ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا): أي: عادة الله سلفت بانجاء رسله ومتبعيهم عند نزول العذاب بالكفرة (كذلك حقا علينا ننج المؤمنين).
قال * ص *: أي: مثل ذلك الإنجاء الذي نجينا الرسل ومؤمنيهم ننجي من آمن بك. انتهى، وخط المصحف في هذه اللفظة " ننج " بجيم مطلقة دون ياء، وكلهم قرأ " ننج " - مشددة الجيم - إلا الكسائي وحفصا عن عاصم، فإنهما قرآ بسكون النون وتخفيف الجيم.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة