تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٦١
منهم على العامة، والتوكل في عقد الإيمان مع كل من آمن بالله عز وجل؟ قال: إن الذي فضلت به الخاصة على العامة دوام سكون القلب عن الاضطراب والهدو عن الحركة، فعندها، يا فتى، استراحوا من عذاب الحرص، وفكوا من أسر الطمع، وأعتقوا من عبودية الدنيا، وأبنائها، وحظوا بالروح في الدارين جميعا، فطوبى لهم وحسن مآب، قلت: فما الذي يولد هذا؟ قال: حالتان:
دوام لزوم المعرفة، والاعتماد على الله عز وجل، وترك الحيل.
والثانية: الممارسة حتى يألفها إلفا، ويختارها اختيارا، فيصير التوكل والهدو والسكون والرضا والصبر له شعارا ودثارا. انتهى من " كتاب القصد إلى الله سبحانه ".
وقولهم: (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين): المعنى: لا تنزل بنا بلاء بأيديهم أو بغير ذلك / مدة محاربتنا لهم، فيفتنون لذلك، ويعتقدون صلاح دينهم، وفساد ديننا، قاله مجاهد وغيره، فهذا الدعاء على هذا التأويل يتضمن دفع فصلين:
أحدهما: القتل والبلاء الذي توقعه المؤمنون.
والآخر: ظهور الشرك باعتقاد أهله أنهم أهل الحق.
ونحو هذا قوله صلى الله عليه وسلم: " بئس الميت أبو أمامة ليهود والمشركين يقولون: لو كان نبيا لم يمت صاحبه ".
ورجح * ع *: في " سورة الممتحنة: 5 " قول ابن عباس: إن معنى: " لا تجعلنا فتنة للذين كفروا): لا تسلطهم علينا، فيفتنونا، أنظره هناك.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة