تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٣
والبنين، إذ مصير ذلك إلى الفناء، كمطر نزل من السماء، (فاختلط به نبات الأرض)، أي: اختلط النبات بعضه ببعض بسبب الماء، ولفظ البخاري: قال ابن عباس: (فاختلط به نبات الأرض): فنبت بالماء من كل لون انتهى. و (أخذت الأرض) لفظة كثرت في مثل هذا، كقوله: (خذوا زينتكم) [الأعراف: 31] والزخرف: التزيين بالألوان، وقرأ ابن مسعود وغيره: " وتزينت "، وهذه أصل قراءة الجمهور.
وقوله: (وظن أهلها): على بابها، وهذا الكلام فيه تشبيه جملة أمر الحياة الدنيا بهذه الجملة الموصوفة أحوالها، و (حتى) غاية، وهي حرف ابتداء، لدخولها على " إذا "، ومعناهما متصل إلى قوله: (قادرون عليها)، ومن بعد ذلك بدأ الجواب، والأمر الآتي:
واحد الأمور، كالريح، والصر، والسموم، ونحو ذلك، وتقسيمه (ليلا أو نهارا)، تنبيه على الخوف وارتفاع الأمن في كل وقت، و (حصيدا)، بمعنى محصود، أي: تالفا مستهلكا، (كأن لم تغن): أي: كان لم تنضر، ولم تنعم، ولم تعمر بغضارتها، ومعنى الآية:
التحذير من الاغترار بالدنيا، إذ هي معرضة لتلف، كنبات هذه الأرض وخص المتفكرين بالذكر، تشريفا للمنزلة، وليقع التسابق إلى هذه الرتبة.
(والله يدعوا إلى دار السلام...) الآية: نص أن الدعاء إلى الشرع عام في كل بشر، والهداية التي هي الإرشاد مختصة بمن قدر إيمانه، و (السلام)، هنا: قيل: هو اسم من أسماء الله تعالى، والمعنى: يدعو إلى داره التي هي الجنة، وقيل: (السلام) بمعنى السلامة.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة