تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٧
وقوله تعالى: (قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق): أي: يبين طرق الصواب، ثم وصف الأصنام بأنها لا تهدي إلا أن تهدى.
وقوله: (إلا أن يهدي): فيه تجوز، لأنا نجدها لا تهدى وإن هديت، وقال بعضهم: هي عبارة عن أنها لا تنتقل إلا أن تنقل، ويحتمل أن يكون ما ذكر الله من تسبيح الجمادات هو اهتداؤها، وقرأ نافع وأبو عمر: " يهدي " - بسكون الهاء، وتشديد الدال -، وقرأ ابن كثير وابن عامر: يهدي - بفتح الياء / والهاء، وتشديد الدال - وهذه رواية ورش عن نافع، وقرأ حمزة والكسائي: " يهدي " - بفتح الياء، وسكون الهاء ومعنى هذه القراءة: أمن لا يهدي أحدا إلا أن يهدى ذلك الأحد، ووقف القراء: (فما لكم)، ثم يبدأ: (كيف تحكمون).
وقوله سبحانه: (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا...) الآية: أخبر الله سبحانه عن فساد طريقتهم، وضعف نظرهم، وأنه ظن، ثم بين منزلة الظن من المعارف، وبعده عن الحق.
وقوله سبحانه: (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه): هذا رد لقول من يقول: إن محمدا يفتري القرآن، و (الذي بين يديه): التوراة والإنجيل، وهم يقطعون أنه لم يطالع تلك الكتب، ولا هي في بلده، ولا في قومه، و (تفصيل الكتاب) هو تبيينه.
وقوله: (أم يقولون افتراه...) الآية: " أم " هذه ليست بالمعادلة لهمزة الاستفهام،
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة