تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٩
فهي تحية موضوعة من أول الخلقة إلى غير نهاية، وقد روى ابن القاسم، عن مالك في قوله تعالى: (وتحيتهم فيها سلام) أي: هذا السلام الذي بين أظهركم، وهذا أظهر الأقوال، والله أعلم. انتهى.
وقرأ الجمهور: " أن الحمد لله "، وهي عند سيبويه " أن " المخففة من الثقيلة، قال أبو الفتح: فهي بمنزلة قول الأعشى: [البسيط]:
في فتية كسيوف الهند قد علموا * أن هالك كل من يحفى وينتعل وقوله سبحانه: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم...) الآية: هذه الآية نزلت، في دعاء الرجل على نفسه أو ولده، أو ماله، فأخبر سبحانه أنه لو فعل مع الناس في إجابته إلى المكروه مثل ما يريد فعله معهم في إجابته إلى الخير، لأهلكهم، وحذف بعد ذلك جملة يتضمنها الظاهر، تقديرها: فلا يفعل ذلك، ولكن يذر (الذين لا يرجون لقاءنا...) الآية، وقيل: إن هذه الآية نزلت في قولهم:
(إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء) [الأنفال: 32]، وقيل:
نزلت في قولهم: (ائتنا بما تعدنا) [هود: 32]، وما جرى مجراه، والعمه: الخبط في ضلال.
وقوله سبحانه: (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه...) الآية: هذه الآية أيضا
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة