تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٠
عتاب على سوء الخلق من بعض الناس، ومضمنه النهي عن مثل هذا، والأمر بالتسليم إلى الله والضراعة إليه في كل حال، والعلم بأن الخير والشر منه، لا رب غيره، وقوله:
(لجنبه)، في موضع الحال، كأنه قال: مضطجعا، والضر عام لجميع الأمراض والرزايا.
وقوله: (مر) يقتضي أن نزولها في الكفار، ثم هي بعد تتناول كل من دخل تحت معناها من كافر وعاص.
وقوله سبحانه: (ولقد أهلكنا القرون من / قبلكم...) الآية: آية وعيد للكفار، وضرب أمثال لهم، و (خلائف): جمع خليفة.
وقوله: لننظر): معناه: لنبين في الوجود ما علمناه أزلا، لكن جرى القول على طريق الإيجاز والفصاحة والمجاز، وقال عمر رضي الله عنه: إن الله تعالى إنما جعلنا خلفاء، لينظر كيف عملنا، فأروا الله حسن أعمالكم في السر والعلانية.
وقوله سبحانه: (وإذ تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا) يعني:
بعض كفار قريش: (ائت بقرآن غير هذا أو بدله)، ثم أمر سبحانه نبيه أن يرد عليهم بالحق الواضح، فقال: قل لو شاء الله ما تلوته عليكم) ولا أعلمكم به، و (أدراكم) بمعنى:
أعلمكم، تقول: دريت بالأمر، وأدريت به غيري، ثم قال: (فقد لبثت فيكم عمرا من قبله) يعني: الأربعين سنة قبل بعثته عليه السلام، أي: فلم تجربوني في كذب، ولا تكلمت في شئ من هذا (أفلا تعقلون)، أن من كان على هذه الصفة لا يصح منه كذب بعد أن ولى عمره، وتقاصر أمله، واشتدت حنكته وخوفه لربه.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة