تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٧
الهذلي معناه: لم يرج فقد لسعها، قال ابن زيد: هذه الآية في الكفار.
وقوله سبحانه: (ورضوا بالحياة الدنيا): يريد: كانت منتهى غرضهم، وقال قتادة في تفسير هذه الآية: إذا شئت رأيت هذا الموصوف صاحب دنيا، لها يغضب، ولها يرضى، ولها يفرح، ولها يهتم ويحزن، فكأن قتادة صورها في العصاة، ولا يترتب ذلك إلا مع تأول الرجاء على بابه، لأن المؤمن العاصي مستوحش من آخرته، فأما على التأويل الأول، فمن لا يخاف الله، فهو كافر.
وقوله: (واطمأنوا بها): تكميل في معنى القناعة بها، والرفض لغيرها.
وقوله: (والذين هم عن آياتنا غافلون): يحتمل أن يكون ابتداء إشارة إلى فرقة أخرى، ثم عقب سبحانه بذكر الفرقة الناجية، فقال: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم...) الآية، الهداية في هذه الآية تحتمل وجهين:
أحدهما: أن يريد أنه يديمهم ويثبتهم.
الثاني: أن يريد أنه يرشدهم إلى طريق الجنان في الآخرة.
وقوله: بإيمانهم) يحتمل أن يريد: بسبب إيمانهم، ويحتمل أن يكون الإيمان هو نفس الهدى، أي: يهديهم إلى طريق الجنة بنور إيمانهم. قال مجاهد: يكون لهم إيمانهم نورا يمشون به، ويتركب هذا التأويل، على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن العبد المؤمن، إذا قام من قبره للحشر تمثل له رجل جميل الوجه طيب الرائحة، فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح فيقوده إلى الجنة، وبعكس هذا في الكافر، ونحو هذا ما أسنده الطبري وغيره.
وقوله سبحانه: (دعواهم): أي: دعاؤهم فيها و (سبحانك اللهم): تقديس وتسبيح وتنزيه لجلاله سبحانه عن كل ما لا يليق به، وقال علي بن أبي طالب في ذلك: هي كلمات رضيها الله تعالى لنفسه، وقال طلحة بن عبيد الله /: قلت: يا رسول الله، ما
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة