تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٨٣
والانفساد، وأنتم شهداء: يريد جمع شاهد على ما في التوراة من صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وصدقه، وباقي الآية وعيد.
وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين....) الآية: خطاب عام للمؤمنين، والإشارة بذلك وقت نزوله إلى الأوس والخزرج بسبب نائرة شاس بن قيس.
قال * ص *: قوله تعالى: (يردوكم بعد إيمانكم كافرين)، رد: بمعنى صير، فيتعدى إلى مفعولين الأول: الكاف، والثاني: الكافرين، كقوله: [الوافر] فرد شعورهن السود بيضا * ورد وجوههن البيض سودا اه‍.
و (يعتصم): معناه: يتمسك، وعصم الشئ، إذا منع وحمي، ومنه: قوله:
(يعصمني من الماء) [هود: 43] وباقي الآية بين.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (102) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104)) وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته)، قال ابن مسعود: " حق تقاته ": هو أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر، وكذلك عبر
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة