تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٧٩
في قول من قال: مقام إبراهيم هو الحرم.
وقوله: (كان آمنا) قال الحسن وغيره: هذه وصف حال كانت في الجاهلية، إذا دخل أحد الحرم، أمن، فلا يعرض له، فأما في الإسلام، فإن الحرم لا يمنع من حد من حدود الله، وقال يحيى بن جعدة: معنى الآية: ومن دخل البيت، كان آمنا من النار، وحكى النقاش عن بعض العباد، قال: كنت أطوف حول الكعبة ليلا، فقلت: يا رب، إنك قلت: (ومن دخله كان آمنا)، فمماذا هو آمن؟ فسمعت مكلما يكلمني، وهو يقول: من النار، فنظرت، وتأملت، فما كان في المكان أحد، قال ابن العربي في " أحكامه ": وقول بعضهم: ومن دخله كان آمنا من النار - لا يصح حمله على عمومه، ولكنه ثبت، أن من حج، فلم يرفث، ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. قال ذلك كله رسول الله صلى الله عليه وسلم اه‍.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة