تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٨٤
الربيع بن خثيم، وقتادة، والحسن، قالت فرقة: نزلت الآية على عموم لفظها، من لزوم غاية التقوى، حتى لا يقع الإخلال في شئ من الأشياء، ثم نسخ ذلك، بقوله تعالى:
(فاتقوا الله ما استطعتم) [التغابن: 16]، وبقوله: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) [البقرة: 286] وقالت جماعة: لا نسخ هنا، وإنما المعنى: اتقوا الله حق تقاته في ما استطعتم، وهذا هو الصحيح، وخرج الترمذي، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم / قرأ هذه الآية، وهي: (اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا، لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه؟ " قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وخرجه ابن ماجة أيضا اه‍.
وقوله تعالى: (ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون): معناه: دوموا على الإسلام، حتى يوافيكم الموت، وأنتم عليه، والحبل في هذه الآية مستعار، قال ابن مسعود: حبل الله الجماعة، وروى أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة،
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة