تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢
هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليه في الحال، وكنت أنا مرة مع جماعة، فانفلتت ما بهيمة، فعجزوا عنها، فقلته، فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام. اه‍.
و (أسلم): معناه: استسلم، عند الجمهور.
واختلفوا في معنى قوله: (طوعا وكرها)، فقال مجاهد: هذه الآية كقوله تعالى:
(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله) [لقمان: 25] فالمعنى: أن إقرار كل كافر بالصانع هو إسلام كرها، ونحوه لأبي العالية، وعبارته: كل آدمي، فقد أقر على نفسه، بأن الله ربي، وأنا عبده، فمن أشرك في عبادته، فهو الذي أسلم كرها، ومن أخلص، فهو الذي أسلم طوعا.
قال * ع *: والمعنى في هذه الآية يفهم كل ناظر أن الكره خاص بأهل الأرض.
وقوله سبحانه: (أفغير دين الله): توقيف لمعاصري نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الأحبار والكفار.
قوله تعالى: (قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم...) الآية: المعنى قل يا محمد، أنت وأمتك: (آمنا بالله...) الآية، وقد تقدم بيانها في " البقرة "، ثم حكم تعالى في قوله: (ومن يبتغ غير الإسلام...) الآية، بأنه لا يقبل من آدمي دينا غير دين الإسلام، وهو الذي وافق في معتقداته دين كل من سمي من الأنبياء - عليهم السلام -، وهو الحنيفية السمحة، وقال بعض المفسرين: إن (من يبتغ...) الآية، نزلت في الحارث بن سويد، قلت: وعلى تقدير صحة هذا القول، فهي تتناول بعمومها من سواه إلى يوم القيامة.
(كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة