تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٢ - الصفحة ٤٦١
أي: لا تحفل بمن أعرض، فإنما يستجيب لداعي الإيمان الذين يفهمون الآيات، ويتلقون البراهين بالقبول، فعبر عن ذلك كله ب‍ (يسمعون) إذ هو طريق العلم، وهذه لفظة تستعملها الصوفية - رضي الله عنهم - إذا بلغت الموعظة من أحد مبلغا شافيا، قالوا:
سمع.
ثم قال تعالى: (والموتى) يريد الكفار أي: هم بمثابة الموتى، فعبر عنهم بضد ما عبر عن المؤمنين، وبالصفة التي تشبه حالهم في العمى عن نور الله، والصمم عن وعي كلماته. قاله مجاهد، والحسن، وقتادة.
و (يبعثهم الله) يحتمل معنيين: قال الحسن: معناه يبعثهم بأن يؤمنوا حين يوفقهم، وقراءة الحسن " ثم إليه ترجعون " بالتاء من فوق، فتناسبت الآية.
وقال مجاهد، وقتادة: (والموتى) يريد الكفار (يبعثهم الله)، أي: يحشرهم يوم القيامة، (ثم إليه)، أي: إلى سطوته، وعقابه يرجعون.
(وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون (37) وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ ثم إلى ربهم يحشرون (38)) وقوله سبحانه: (وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه) " لولا " تحضيض بمعنى " هلا "، ومعنى الآية: هلا نزل على محمد بيان واضح كملك يشهد له، أو كنز، أو غير ذلك من تشططهم المحفوظ في هذا، ثم أمر - عليه السلام - بالرد عليهم بأن الله - عز وجل - قادر على ذلك، ولكن أكثرهم لا يعلمون أنها لو نزلت، ولم يؤمنوا لعوجلوا بالعذاب، ويحتمل (ولكن أكثرهم لا يعلمون) أنه - سبحانه - إنما جعل الإنذار في آيات معرضة للنظر، والتأمل ليهتدي قوم ويضل آخرون.
(٤٦١)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة